• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

عرض كتاب "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة

ناصر فرج خطاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2009 ميلادي - 14/1/1431 هجري

الزيارات: 20267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة


كتاب الدكتور محمد عمارة "تقرير علمي..صرخة ضد التنصير" يقف عند القضايا المحورية التي دارتْ حولها أهمُّ الدعاوى التي وردت في (المنشور التنصيري) باسم "مستعدين للمجاوبة"، والذي يتألف من خمسة فصول، فيتحدَّث في الفصل الأول عن صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما، والفصل الثاني عن إنجيل برنابا، والفصل الثالث عن النصرانية ديانة موحدة، والفصل الرابع عن قضية الغفران وضرورة الفداء، والفصل الخامس عن القضايا الصغرى، وهذه الأوراق لم تقف عند عرض العقائد النصرانية والدفاع عنها، وتقديمها للمسلمين بهدف التنصير، وإنما تجاوزتْ هذه الأهدافَ إلى التعرُّض لعقائد الإسلام، وذلك بمحاولات الاستشهاد بالقرآن الكريم على صحة العقائد النصرانية التي يرفضها القرآنُ والإسلام.

 

وأهم القضايا المحورية التي وردت في هذا الكتاب:

1- قضية ما يسمَّى بالكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - وهل استحال على التحريف؟

2- قضية التأليه النصراني للمسيح - عليه السلام - ودعوى أنه ابن الله.

3- وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات، التي توصل بها هذا الكتاب إلى تأليه المسيح.

تلك هي القضايا التي يتعرض لها الكتاب.

 

(1)

صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما

يقول المنصِّر في منشوره التنصيري في هذا الفصل: "يدَّعي البعض بحدوث تحريف في التوراة والإنجيل، ولكنهم لا يقدمون أي دليل على ذلك، وهو مجرد افتراض واتهام لاسند له، وفي حديث نبوي: ((البينة على من ادَّعى))؛ أي: كل من يدعي بأي اتهام يجب أن يقدِّم البينة؛ أي: الدليل على صدق ادعائه".

 

فيؤكد الدكتور عماره على تحريف التوراة من خلال الأدلة التالية:

الدليل الأول:

أن التوراة نزلتْ على موسى باللغة الهيروغليفية، قبل نشأة اللغة العبرية بأكثر من مائة سنة؛ لأن العبرية لهجة كنعانية، فأين هي التوراة التي نزلت على موسى بالهيروغيلفية؟

والجواب: أنه لا وجود لهذه التوراة.

 

الدليل الثاني:

أن موسى - عليه السلام - عاش ومات في القرن الثالثَ عشرَ قبل الميلاد، بينما حدث أول تدوينٍ لأسفار العهد القديم على يدي عزرا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد؛ أي: بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق.م)، وذلك يعني أن التراث اليهودي ظلَّ تراثًا شفهيًّا مدة ثمانية قرون، عَبَدَ أثناءها بنو إسرائيل العجلَ تارة، وأوثانَ الكنعانيين تارة أخرى، وانقبلوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان.

 

الدليل الثالث:

التناقضات الصارخة التي توجد في الأسفار، وهي تحتاج إلى سفر لو أردنا أن نحصيَها، وهي على سبيل المثال:

1- اسم الله أحيانًا يكون "يهوه"، وأحيانًا يكون "إيلوهيم".

2- في الحديث عن بدء الخلق في سفر التكوين، نجد:

أن النور قد خُلق في اليوم الأول (تكوين 1: 5).

ثم نجد أن النور خلق في اليوم الرابع (تكوين 1: 6 - 19).

والشمس: يقال مرة: إنها خلقت في اليوم الأول (تكوين 1: 5).

ومرة ثانية يقال: إنها خلقت في اليوم الرابع (تكوين 1: 14 - 19).

 

وفي خلق الكائنات: ففي سفر التكوين (1: 20 - 23) أن الحيوانات خلقت أولاً في اليوم الخامس، وأن آدمَ خلق في اليوم السادس، ثم يعود السفر (التكوين 2: 7 - 19) فيقول: إن الإنسان خلق أولاً، ثم النباتات، ثم الحيوانات والطيور.

 

3- وفي الحديث عن عمر الزمان، نجد الآتي:

في التوراة العبرية 1656 عامًا.

وفي النسخة اليونانية 2262 عامًا.

وفي النسخة السامرية 1307 أعوام.

 

4- وعن تاريخ نزول إبليس إلى الأرض، نجد الآتي:

مره قبل خلق آدم ودخوله الجنة - رؤيا يوحنا اللاهوتي (12: 7 - 10).

ومرة: بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة (التكوين (3: 1 - 15).

 

5- وفي مدة طوفان نوح - عليه السلام - نجد:

في سفر التكوين (7: 12) أربعين يومًا وأربعين ليلة.

وفي السفر نفسه (التكوين 7: 24) نجد مدة الطوفان 150 يومًا.

 

6- وفي الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها على داود - عليه السلام - نجد:

سبع سنين (في صموئيل الثاني 24: 12).

وثلاث سنين (في أخبار الأيام الأول 21: 11).

 

7- وفي الحديث عن عدد المراكب التي قضى عليها داود في أرام، نجد:

700 مركبة و40000 فارس (في صموئيل الثاني 10 - 18).

7000 مركبة و40000 فارس (في أخبار الأيام الأول 19: 18).

 

كما نجد أسفار العهد القديم لا تتحدث عن موسى - عليه السلام - بلسان المخاطَب؛ أي: إنها لم تنزل عليه، وإنما تتحدَّث عنه بضمير الغائب؛ أي: إنها تراثٌ جُمع ودوِّن بعد وفاته، ومن ذلك على سبيل المثال:

"وكلم يهوه موسى.. وكلم يهوه موسى وجهًا لوجه" (الخروج 33: 11).

"وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًّا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (العدد 12: 3).

"فسخط موسى على وكلاء الجيش" (العدد 31: 4).

"موسى رجل الله" (التثنية 31: 1).

"ومات هناك موسى عبد الرب" (التثنية 34 - 35).

"فقال الرب لموسى" (الخروج 6: 1).

فهل هذا الكلام نزل على موسى، أو أنها إضافات وتأليفات أُدخلت في هذا التراث؟

 

ثم إن هناك اختلافات الكنائس النصرانية في عدد أسفار العهد القديم التي تؤمن بها هذه الكنائس:

فالبروتستانت يؤمنون بستة وستين سفرًا.

والكاثوليك يؤمنون بثلاثة وسبعين سفرًا.

والأرثوذكس يؤمنون بستة وستين سفرًا.

 

وأخيرًا: شهد البابا شنودة الثالث - بابا الأرثوذكس المصريين - في عظته الأسبوعية بأن أسفار العهد القديم الحالية، قد حذفت منها الأسفار القانونية التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم.

 

الدليل الرابع:

هي شهادة علماء اليهود أنفسهم، والذي جمع دراساتِهم العالمُ اليهودي "زالمان شازار" في كتاب عنوانه: "تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث"، الذي امتلأ بالشهادات اليهودية القاطعة بأن أسفار العهد القديم إنما هي ثمرةٌ لتراكمٍ شفهي تكوَّن عبر قرونٍ طويلة، وعصور مختلفة، وبيئاتٍ متباينة، وثقافات متمايزة، ومصادرَ متعددة، ومؤلفين مختلفين.

 

فمثلاً:

إن سفر إشعيا هو عبارة عن ستة أسفار كُتبت في أزمنة مختلفة، عاش أشعيا الأول في عصر يوثام وأحاز ويحزقيا، وكتبت الإصحاحات (24 - 27) في عصر يوشياهو، وكتب الإصحاحان (34 - 35) مباشرة بعد الخراب، وكتب الإصحاحان (13 - 14) بعد حزقيال بثلاثين سنة.

 

وقسم سفر إرميا إلى أجزاء مختلفة، ووجد في سفر زكريا أقوال ثلاثة أنبياء، أقوال النبي الأول تشمل الإصحاحات (1 - 6)، وعاش في عصر هوشع، وتشمل أقوال الثاني الإصحاحات (7 - 12)، وكان في عصر يهوياقيم وصدقياهو، وتشمل الإصحاحات (12 - 14) أقوال النبي الثالث، باستثناء (13: 7 - 19) الذي تنبَّأ بعد العودة من بابل.

 

الدليل الخامس:

أن القداسة التي أضيفت على أسفار هذا الكتاب "المقدس" هي طارئة، حدثتْ بعد عصر موسى - عليه السلام - بأكثر من عشرة قرون، فلم يكن هناك من يقدِّس هذه الأسفار قبل عصر المكابيين (168 - 37 ق.م).

 

فإنه حتى عصر المكابيين لم تكن الأسفار المقدسة قد أقرت، وأن حكماء التلمود "الفرنسيين" قد اختاروا هذه الأسفار من بين بقية الأسفار، وذلك زمن الهيكل الثاني، ثم رتَّبوها ورفعوها لمرتبة الكتاب المقدس.

 

ومن هنا، فإن جميع ما جاء في القرآن الكريم عن التوراة، والتي فيها هدى ونور؛ ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ [المائدة: 44]، ﴿ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 43]، فإن المراد بها توراة موسى - عليه السلام - وليست هذه الأسفار التي دوِّنتْ بعد موسى بثمانية قرون.

 

الأدلة على تحريف الإنجيل:

يتبع دكتور عمارة ذات المنهج المنطقي والموضوعي والاستقرائي في إقامة الأدلة على حدوث التحريف.

الدليل الأول:

لقد جاء المسيح - عليه السلام - بإنجيل باللغة الآرامية، فأين هو هذا الإنجيل، إنجيل المسيح؟

إن العالم كله بجميع كنائسه، وبكل مذاهب النصرانية فيه - لا يملك نسخةً واحدة من هذا الإنجيل.

 

من هنا، فإن الإنجيل الذي جاء به المسيح، والذي تحدَّث عنه القرآن الكريم باعتباره ذِكرًا أنزله الله؛ ﴿ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ﴾ [المائدة: 46].

والذي يطلب من النصارى أن يقيموا أحكامه؛ ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ﴾ [المائدة: 47].

هذا الإنجيل لا وجود له لدى أي كنيسةٍ من كنائس النصرانية.

 

الدليل الثاني:

إن الأناجيل الأربعة المشهورة والمعتمدة، اثنان منها كَتَبَهما اثنان من الجيل التالي لجيل المسيح، فمرقس تلميذ لبطرس، ولوقا تلميذ لبولس، فليسا شاهدينِ على ما كتبا.

والإنجيل الثالث (إنجيل يوحنا) تُرجِّح الدراساتُ المستندة إلى النقد الداخلي أنه كُتب بواسطة يوحنا آخر في نهاية القرن الأول الميلادي.

فنحن أمام ثلاثة أناجيل من أربعة، لا علاقة لها بعصر المسيح.

 

الدليل الثالث:

إن هذه الأناجيل قد انتقلتْ نصوصُها، وتغيَّرت ألفاظُها مراتٍ عديدةً بالترجمات إلى العديد من اللغات.

إن إنجيل متى قد كُتب أولاً بالآرامية لا بالعبرية، ولقد تُرجم إلى اليونانية، وضاع النص الأول وبقي الثاني.

 

ويضرب الدكتور عمارة بعض الأمثلة:

أ- لقد تُرجم إنجيل مرقس ترجمةً مصرية جديدة، ومن يقارن هذه الترجمةَ بنظيرتها العربية الموجودة ضمن مجموعة "الكتاب المقدس"، سيجد العديد من الاختلافات في كل صفحة من الصفحات.

 

ب- لقد شهد عقد التسعينيات من القرن العشرين ترجماتٍ جديدةً لنصوص العهدين القديم والجديد إلى العديد من اللغات الحية، وقفتْ وراءها الحركاتُ الأنثوية الغربية المتطرفة، وتم في هذه الترجمات الجديدة تحييد الأسماء الكثيرة المذَّكرة في هذه النصوص؛ كي لا تكون الثقافةُ الدينية فيها "ثقافة ذكورية".

 

وهذه الترجمات الجديدة يتم الترويج لها، والإشاعة لثقافتها، بواسطة قوى العولمة وما بعد الحداثة.

 

الدليل الرابع:

إننا إذا نظرنا في افتتاحية إنجيل لوقا - الإصحاح الأول: 1 - 4، فنقرأ قول لوقا - تلميذ بولس -: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة الأمور المتيقنة عندنا، كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيتُ أنا أيضًا - إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق - أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفليس؛ لتعرف صحة الكلام الذي علمت به".

 

فنحن أمام نص يقول لنا: إن كثيرين - وليسوا أربعة فقط - قد ألَّفوا أناجيلَ كثيرةً.

 

الدليل الخامس:

جاء في "دائرة المعارف البريطانية" عن هذه الأناجيل الأربعة:

أ- إنجيل متى: إن كون متى هو مؤلف هذا الإنجيل أمرٌ مشكوك فيه بجد، ومن المسلَّم به أن متى قد اعتمد في كتابة إنجيله على إنجيل مرقس، أول الأناجيل تأليفًا، حيث حوى 600 عدد من أعداد إنجيل مرقس البالغة 621 عددًا؛ أي: 90% من محتويات إنجيل مرقس.

 

ب- إنجيل مرقس: "في أفضل المخطوطات، فإن الأعداد من 9 إلى 20 تعتبر عمومًا إضافات متأخرة، والأعداد الأخيرة - 16: 9 - 20 غير موجودة في بعض المخطوطات، ويوجد عوضًا عنها مقاطع أقصر في مخطوطات أخرى".

 

جـ- إنجيل لوقا: "إن مؤلف هذا الإنجيل يظل مجهولاً".

 

د- إنجيل يوحنا: وهو الإنجيل الوحيد الذي نص بكل صراحة على ألوهية عيسى، حيث نقل عن عيسى أنه قال: "أنا والآب واحد" (يوحنا 10 - 30)، "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9)، "أنا في الآب والآب في" (يوحنا 14: 10).

 

ويتعارض هذا الإنجيل مع الأناجيل الأخرى في أمور مهمة وحاسمة، مثل: صلب المسيح، ورواية القربان، وتعميد المسيح، والمدة التي استغرقتها رسالة المسيح.

 

الدليل السادس:

هو أن تاريخ كتابة هذه الأناجيل متأخِّرٌ عن عصر المسيح وتاريخ وفاته.

 

فأقدم هذه الأناجيل - كما تذكر ذلك "الموسوعة البريطانية" - هو إنجيل مرقس، الذي كُتب ما بين سنة 65م وسنة 70م؛ أي: بعد ثلاثين عامًا من رفع المسيح - عليه السلام.

وإنجيل متى كتب ما بين سنة 70م وسنة 80م.

وإنجيل لوقا كتب سنة 80م.

أما إنجيل يوحنا، فكتب في نهاية القرن الميلادي الأول؛ أي: سنة 100م.

 

وكما يقول الأسقف "بابياس" المتوفى سنة 130م: "فإن مرقس الذي كان ترجمانًا لبطرس قد كتب القدر الكافي من الدقة التي سمحتْ بها ذاكرتُه ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله، ولكن دون مراعاة للنظام؛ لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع، وإن كان تابعًا شخصيًّا له، لكنه في مرحلة متأخرة قد تبع بطرس".

 

الدليل السابع:

يقول الأب "كانينجسر" R.P.Kanenengesser - الأستاذ بالمعهد الكاثوليكي بباريس - يقول: "لا يجب الأخذ بحرفية الأناجيل، إنهم حفظوا منها نصيبًا، وإنهم حرَّفوا النصيب الذي أوتوه، وأنه أعطى عيسى الإنجيل، وقال في أتباعه مثل ما قال في اليهود، فهي كتابات ظرفية خصامية، حرَّر مؤلفوها تراث جماعتهم المسيحية".

 

الدليل الثامن:

إن الأصول الأولى لكل الأناجيل قد فُقدتْ، وأقدم المخطوطات لهذه الأناجيل الحالية يفصل بينها وبين المسيح وعصرِ مَن نُسبت إليهم هذه الأناجيل ما يقرب من ثلاثمائة عام.

 

وبشهادة "الموسوعة البريطانية": "فإن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كُتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفتْ، وأن هناك فاصلاً زمنيًّا لا يقل عن مائتين أو ثلاثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًّا".

 

الدليل التاسع:

هناك أكثر من مائة وخمسين ألفًا (150000) من مواضع الاختلاف بين المخطوطات التي طُبعت منها الأناجيل المتداولة الآن، وهذه الاختلافات ليستْ بين مخطوطات الأناجيل المختلفة فقط؛ بل وفي مخطوطات الإنجيل الواحد.

 

ونص عبارة "الموسوعة البريطانية": "فإن جميع نسخ الكتاب المقدس قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص، وإن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد - والتي تغطيه تقريبًا - تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص".

 

ثم يعطي الدكتور عمارة شواهدَ على حقيقة الاختلافات بين نصوص الأناجيل، وبين صور هذه النصوص في الأناجيل الحالية، منها على سبيل المثال:

في نص نقلته "الدسقولية" عن إنجيل متى: "فلأجل هذا قال الرب: تشبهوا بطيور السماء؛ فإنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم أنتم أفضل منها؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل وماذا نشرب؟ لأن أباكم عارف بحاجتكم إلى هذا كله".

 

فإذا رجعنا إلى هذا النص في النسخة الحالية من إنجيل متى، نجده هكذا: "انظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوِّيها، ألستم أنتم بالأحرى أفضل منها؟

 

"ومن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟! ولماذا تهتمون باللباس؟!

 

تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب، ولا تغزل، ولكن أقول لكم: إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها، فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم، ويطرح غدًا في التنُّور يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدًّا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟".

 

"فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها "الأمم"؛ "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" متى: 6: 25-32.

 

وبالمقارنة بين النص كما اقتبسته "الدسقولية"، وبين النص كما هو عليه في الصورة الحالية لإنجيل متى، نجد أنه قد تم توسيع النص، وأن العنصر المضاف يتعلَّق بعنصر لم تَرِدِ الإشارة إليه في النص القديم، وهو "اللباس"، وأن الصورة الحالية قد حفلت بالصور والمؤثرات الوجدانية.

 

الدليل العاشر:

وغير الاختلافات والتناقضات في الأناجيل هناك كثرتها، بينما المفترض أن المسيح قد بشَّر بإنجيل واحد، فهناك غير الأناجيل الأربعة التي تقرَّر اعتمادها من قبل "الدولة الرومانية"، وليس من قبل الله، هناك أناجيل كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال: إنجيل متى، ومرقوس، ونيقوديموس، ولوقا اللاتيني، ولوقا السرياني، والطفولة الأرمني، والطفولة السرياني، وطفولة سيدنا الأرمني، وطفولة سيدنا العربي، وتوماس، وفيلبس، والنص العربي القديم لقصة يوسف النجار (24)، بالإضافة إلى: إنجيل برنابا، ويهوذا، والعبريين، والناصريين، والحقيقة.

 

بالإضافة إلى الأناجيل التي اكتشفت ضمن "مخطوطات نجع حمادي" في صعيد مصر سنة 1947، وفيها 53 نصًّا، وتقع في 1153 صفحة، والتي جمعت في 13 مجلدًا، ومنها: إنجيل مريم المجدلية، وفليب، وبطرس، والمصريين.

 

الدليل الحادي عشر:

هو الكم الهائل من التناقضات والاختلافات التي شاعتْ وانتشرت، حتى في الأناجيل الأربعة الشهيرة والمعتمدة، تلك التي قررت "الموسوعة البريطانية" أن في مخطوطاتها أكثر من 150000 تناقض.

 

ويضرب الدكتور عمارة بعض الأمثال على هذه التناقضات التي تمتلئ بها الأناجيل الأربعة، حول سيرة المسيح ووقائعها.

 

(2)

المسيحية ديانة موحدة

تحت هذا العنوان يدَّعي كاتب المنشور التنصيري: "أن كلمة الله - التي هي المسيح - تعني (عقل الله)، وقدرته على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته".

 

يرد دكتور عمارة على هذه الدعوى، فيقول:

— إذا كان المسيح هو كلمة الله، وإذا كانت الكلمة - المسيح - تعني العقل الإلهي، وقدرته على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته.

 

— وإذا كان المسيح - الكلمة، العقل - قد وُلد من مريم، فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل، بلا قدرة على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته؟!

 

وإذا قيل: إن عقل الله اتَّحد بالمسيح - أي: بالناسوت - في رحم مريم، فهل دخل الله بعقله في رحم مريم؟! أم دخل عقلُه وحده رحم مريم، وبقي الله بلا عقل؟! وإذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم - اتحاد اللاهوت والناسوت - فهل كان الله يدبِّر الكون، ويعلن ذاته، وينفذ إرادته من داخل مريم؟

 

— وإذا كان الثلاثة - الآب، والابن، والروح القدس - هم واحد - لا ثلاثة - مثل حرارة الشمس وضوئها، المتحِدين بها - كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير "وحدة الثالوث" - فإن الضوء وحده لا يقوم بوظيفة الشمس، وكذلك الحرارة وحدها لا تقوم بوظيفة الشمس، وإنما من كل مكونات الشمس: الضوء، والحرارة، وغيرها؛ للقيام بوظائف الشمس.

 

— وأما كون المسيح - في القرآن - هو روح الله: ﴿ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171]، فإنها لا تعني ألوهيته؛ فلقد نفخ الله - سبحانه وتعالى - في آدمَ من روحه، ولم يقل أحد: إن آدم قد صار إلهًا.

 

— وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح - عليه السلام - معجزات الخلق: ﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49]، فهو معجزة بإذن الله، وليست خلقًا ابتدائيًّا كخلق الله، وكذلك شفاؤه للمرضى، وإحياؤه للموتى، هو إعجاز بإذن الله؛ ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49].

 

فهو إعجاز يُظهِره الله على يديه، وليس ثمرةً لألوهيته، وإلا كان شريكًا لله في الخلق والإحياء والإماتة، والشراكةُ تعني الشركَ لا التوحيد.

 

— ويستدل الكتاب بآية سورة الزخرف: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [الزخرف: 61].

 

استدلاله بجعل القرآن المسيحَ من علامات الساعة يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الزخرف: 59].

 

فهو عبد الله ورسوله، جعله آخر أنبياء بني إسرائيل، وعلامات الساعة - كل علاماتها - مخلوقةٌ لله الواحد الأحد.

 

— وميلاد المسيح بلا أب لا يعني ألوهيته، وإلا لكان آدم - عليه السلام - أولى بذلك؛ فلقد خُلق دون أب ولا أم، إنهما خلق الله، وكلمات الله، خُلقا بقدرة الله الواحد الأحد؛ ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].

 

(3)

حول العصمة، والخطيئة، والمعجزات

قال صاحب المنشور التنصيري (ص22، 36): "إنه حتى الأنبياء لم يكونوا معصومين من الخطيئة، وأن كل البشر - حتى الأنبياء والمرسلين - ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطيئة، باستثناء شخص واحد، هو المسيح، هو الكامل كمالاً مطلقًا بلا أية خطيئة فعلية أو أصلية، فهو غير مولود وارثًا لطبيعة الخطيئة الأصلية من أبينا آدم".

 

وقد ذهب ليستشهد على نفي العصمة عن الأنبياء بدعاء نوح - عليه السلام -: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28]، ودعاء إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41].

 

— كما ذهب فاستشهد بالعهد القديم - كتابه المقدس - على أن نوح - عليه السلام - قد سكر وتعرى؛ (تكوين 9:21).

 

— وأن إبراهيم - عليه السلام - قد كذب، وفرط في زوجته؛ (تكوين 20:42).

 

فيرد دكتور عمارة على ذلك، فيقول:

إن عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين ضرورةٌ عقلية؛ لكمال الله - سبحانه وتعالى - ولحكمته في اصطفاء الأنبياء والمرسلين، ولمصداقية الرسالات التي أرسلهم الله بها إلى الناس.

 

فمن العبث - الذي يتنزَّه عنه عقلاءُ البشر - أن يختار الإنسان رسولاً يبلِّغ رسالةً وأمانة، دون أن يكون هذا الرسول جديرًا بجذب المصداقية إلى هذه الرسالة وهذه الأمانة.

 

ثم إن هذه العصمة للأنبياء والمرسلين هي عصمة فيما يبلِّغون عن الله، وعما ينفِّر أو يشين، وليست عصمة مطلق الاجتهادات التي قد لا توافق الأَولى والصواب، فهم في الاجتهادات غير معصومين.

 

ولقد تحدث الشيخ محمد عبده (1266 - 1323هـ/ 1849 - 1905م) عن عقيدة العصمة هذه، وعن معانيها وأبعادها، فقال: "إن من لوازم الإيمان الإسلامي: وجوب الاعتقاد بعلو فطرة الأنبياء والمرسلين، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عُهد إليهم أن يبلِّغوه، وعصمتهم من كل ما يشوِّه المسيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار، وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزَّهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات المتقدمة".

 

لذلك؛ فإننا نجد أنفسنا - في عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين - أمام مدرستين في الفكر الديني:

1- المدرسة القرآنية: التي تقرر العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلِّغون عن الله، ومما ينفِّر ويشين.

2- ومدرسة أسفار العهدين القديم والجديد: التي تزدري الأنبياء والمرسلين، عندما تجرِّدهم من العصمة، وتصفهم بالأوصاف الرديئة التي يتنزَّه عنها الناس الأسوياء، فضلاً عن المختارِينَ المصطفَيْنَ من الأنبياء والمرسلين.

 

— فأبو الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - في المدرسة اليهودية والنصرانية يخطئ في تقدير أخلاق المصريين، ويتواطأ مع زوجه سارَّة على الكذب، وعلى الدياثة، وإسلام زوجه الجميلة لمن يعاشرها في الحرام؛ طمعًا في بقائه حيًّا، وطمعًا في الغنم والبقر والحمير والجمال والعبيد؛ (تكوين 12: 10-20).

 

— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة أبي الأنبياء، الأمَّة، والإمام، والصالح، المصطفى في الدنيا والآخرة، والأوَّاب، الحليم، المنيب، الصدِّيق، خليل الرحمن، الأسوة الحسنة، الناظر في الملكوت ليقيم الدليل العقلي على التوحيد، ومحطِّم الأصنام، ومطهِّر البيت الحرام، ورافع قواعده، والذي صارت النار بردًا وسلامًا عليه، والممتثل لأمر ربه أن يذبح ولدَه البكر الحبيب والوحيد.

 

— وكذلك الحال مع نبي الله لوط - عليه السلام -:

— فصورته في العهد القديم صورة الذي سكر وزني بابنتيه؛ (تكوين 9: 30 - 38).

 

— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة العبد الصالح، صاحب العلم والحكمة، والناهي عن الفحشاء والمنكر، والمتطهر الذي نجَّاه الله.

 

— وكذلك الحال مع نبي الله داود - عليه السلام -:

— فصورته في العهد القديم هي صورة الفاسق، المتلصص على عورات الناس، والزاني، والمتآمر، والقاتل، والمغتصب للنساء والزوجات؛ (صموئيل الثاني 11:1-26).

 

— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة الخليفة، الأوَّاب، الذي سبَّحتْ معه الطير والجبال، وصاحب الزلفى وحسن المآب.

 

— وكذلك الحال مع نبي الله سليمان - عليه السلام -:

— فصورته في العهد القديم هي صورة زير النساء، الخارج عن أوامر الرب، الباني النُّصب لعبادة الأوثان من دون الله، والعابد لهذه الأوثان؛ (الملوك 11: 1-11).

 

— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة صاحب العلم والفضل، الذي علَّمه الله منطق الطير، وأعطاه الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، والشاكر لأنعُم الله.

 

ثم تحدث دكتور عمارة بعد ذلك عن معجزة القرآن، وأنها تدهش العقلَ ولا تشلُّه عن الفعل، وإنما تستنفره وتستحثُّه ليتفكَّر ويتدبر في الإعجاز الذي جاء به القرآن الكريم، والذي تحدَّى به الإنس والجن تحديًا أبديًّا أن يأتوا بشيء من مثل هذا الذي جاء به القرآن الكريم.

 

وذلك من خلال سرده لآيات القرآن، وبيان الإعجاز الذي بها.

 

وأخيرًا:

فلقد توسَّل كاتب هذا المنشور التنصيري بالكذب والتدليس؛ ليصل إلى مقاصده في إثبات عقائد النصارى في تأليه المسيح، وصلبه، وقتله على الصليب، وفي سبيل ذلك كذب ونسب إلى الإمام الفخر الرازي رفضه فكرة إلقاء الشبه - شبه المسيح - على يهوذا؛ ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 157].

 

وكذلك صنع فيما نسبه إلى الإمام البيضاوي، وذلك عندما صوَّر لقارئه أن البيضاوي لا يتبنى نفي صلب المسيح وقتله، وإنما يقول: إن كيد اليهود ذهب وطاش، إذ عاد المسيح حيًّا ورفعه الله إليه، فكأن البيضاوي - وفق هذا الكذب والتدليس - يعترف بأن المسيح قد قتل، ثم عاد حيًّا بالقيامة.

 

فيقول دكتور عمارة: إن هذا الذي ادعاه هذا الكاتب على الإمام البيضاوي هو كذب صراح، وافتراء بواح، فالبيضاوي كان واضحًا وحاسمًا - ككل علماء الإسلام - في نفي الصلب والقتل عن المسيح - عليه السلام - وكان واضحًا وحاسمًا في القطع بأن اليهود قد حرَّفوا التوراة.

 

ويوصي دكتور عمارة في النهاية بالآتي:

1- عدم تداول كتاب "مستعدين للمجاوبة"؛ لما يثيره من فتنة بسبب تكذيبه للقرآن، وافترائه على علماء الإسلام، وازدرائه بالأنبياء والمرسلين.

2- ونشر هذا الرد ملحقًا بمجلة الأزهر؛ لأن التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس، الأمر الذي يجعل الردَّ عليه واجبًا؛ لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض لتقرير سري عن شؤون التعليم والقضاء كتبه الشيخ أحمد محمد شاكر
  • عرض كتاب " العودة إلى الروح "؛ للدكتور: محمد علي يوسف
  • عرض كتاب: فقه التخطيط المستقبلي في السنة النبوية
  • تفسير القرآن لمحمد بن سعد كاتب الواقدي
  • الذيل على ذيل العبر للحافظ العراقي وعبد الغني المرشدي
  • مدى اعتبار الرأي المخالف عند الفقهاء
  • أنيس الغريب وجليس الأريب في نظم الغريب للجلال البغدادي
  • حاشية الغزي على شرح تصريف العزي لمحمد بن قاسم الغزي
  • وصف الاهتداء في الوقف والابتداء لبرهان الدين الجعبري
  • الأصول التي عليها مدار الفقه لابن أبي موسي الحنبلي
  • رفع الوشاح عن حاشية ابن جراح على منار السبيل
  • أصول النحو عند الفراء من خلال كتابه (معاني القرآن)
  • جامع الصحيحين لوليد بن عبدالرحمن الحمدان
  • شروحات د. عبدالكريم الخضير بدار طيبة الخضراء
  • تصحيح الحاوي لابن الملقن
  • الإجزاء عند الأصوليين مفهومه وأحكامه لمحمود عبد الرحمن عبد المنعم
  • ديوان رؤبة بن العجاج بشرح محمد بن حبيب
  • غرائب التفسير وعجائب التأويل لمحمود بن حمزة الكرماني
  • إعلام الإصابة بأعلام الصحابة تحقيق: أنس بن محمد تدمري
  • أوهام سفيان بن عيينة في حديث الزهري لأسامة بن عبد العاطي
  • المنظومات العقدية عند أهل السنة والجماعة حتى نهاية القرن الثامن الهجري
  • مناهج أصحاب الكتب الستة ومالك وأحمد والدارمي لوليد عثمان الرشودي
  • إبراهيم بن أحمد الحمد أمير الزلفي لمحمد بن إبراهيم الحمد

مختارات من الشبكة

  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض كتاب: صناعة الكتاب المدرسي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هذا كتابي فليرني أحدكم كتابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روسيا: تغريم محل لبيع الكتب لعرضه كتاب حصن المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : الكتب الممنوعة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • مخطوطة الأصول في النحو(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قضاء الأرب من كتاب زهير بن حرب: شرح كتاب العلم لأبي خيثمة (الجزء الثاني) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب